Friday

أيتها الآه

أيتها الآه الصارخة بعد وجع... أيتها الآه الحائرة في الخروج.... أقدرك... ،و أقدر عطفك المكبوت ،و أعشق حرصك على إراحتى منك... أنتظرك داخل بركانى لتنثرى جمرى....صدقينى أنا لا أخافك, بل أخاف الإبتسامة المتعبة بعدك أن تطول.

أرض فضاء




يزعجنى منظرك أيتها الناطحة الشبحية..... تطولى و تطولى أمامى فتخترقي بياض سحابى..اتعجب من اقتناع الجميع بتوسط طولك!!صدقيني أنا مقتنعة بمبالغتى .كيف لك أن تنتظرى منى شفقة و قد أطحتى بكل ما كان يونسنى!!


ذلك الشارع البعيد الذى أطل على بلكونتى الصغيرة...تلك الضجة التى لا أراها الآن. أصبحت على وشك نسيان ما وراء كيانك الخرسانى .آه ,آه لو أجلس فوقك لأرى ما يحدث فى الناحية الأخرى من الكون..هل يعبأ أحد ببلكونتى ؟؟هل يفتقدوها مثل إفتقادى لشارعهم؟؟

تكلمى يا قطعة الأسمنت الخرساء!! قولى لى..هل لا زال يمشى من التاسعة حتى العاشرة و النصف؟؟هل ما زال يسمع تلك الموسيقى التى تسافر بروحه إلي؟ هل يريد الدخول إلى شارعنا لمعرفة سر غياب بلكونتى عنه؟؟إياك أن يسكنك من يسكن قلبه غيرى....أيتها القطعة الحجرية الصماء..أجيبينى!! أتمنى أن تصبحى بورا أو يتوقف نموك, فحجارتك تأكل شئ ما بداخلى أحببت يوما متابعة ضجيجه

Tuesday

قبل أن تنام النجوم

حددت لنفسها موعدا للكتابة يوميا...حوالى ساعتين كل ليلة....صارت لها فترة إنشغلت فيها عن قلمها,كلما قررت الجلوس و الإسترخاء على الورق ,تلهيها العوالم الأخرى عن الكلمات


أولى محاولاتها لإستعادة نفسها هى الليلة..لازال خطها بالعربية ردئ..لم تفلح دروس الخط العربى بعد...الجميل أنها بدأت تفهم حروفها قليلا!!جلست تستمع إلى موسيقى البيانو الهادئة وهى تكتب. يغالبها النوم فتحاول هزيمته يالتفكير على الورق.

نقطة و من أول السطر .

فى الأيام القليلة التى نامت فيها خارج الحوائط الأربعة,كانت النجوم تنام أمامها, لتتمنى لها ليلة هادئة ثم ترحل عند أول لحظة تغمض فيها عيناها.
كل شئ يترك على الأرض و هى وحدها ترحل مع الشهب إلى المكان الآخر من الكون.

تنام و هى ترى الكون بحالته الأولى , سماء و أكوان ربانية و فقط. لا تفكير فىخط ,لا موسيقى و لا بشر ..لا أى شئ يتغير عليها...فقط إستلقائها الساكن مع الكون..

قررت الآن فى كل لحظات التفكبر الإجبارى قبل النوم , أن تحتضن النجوم و الشهب بهدوء, وتضعهم بأفكارها و أحلامها ثم تذهب لتراهم بصفاء عدة سنوات ضوئية ...منتهى الهدوء ,بلا تشويش...

... تتخيل لحظة متابعة نفسها من على سطح القمر...نقطة سوداء صغيرة وسط الكثير, تحتضن الكون بسرعة قبل أن تنام ..و عندما تغمض عيناها تتلاشى...كأنها لم تكن


Wednesday

هنا


هناك أشخاص..... تجلس روحهم العابرة معك بلا نهاية

صور....تقف لك عمرا

كفوف.... تسرى خطوطها على خلايا جسدك

علامات....تحرص على مقابلتك

و أغانى...تجعل ما "كان" يظل"يكون" فقط بداخلها


هناك عطور...تغرقك ذكريات بمرورها

وقلوب...تجذب كيانك للخروج

كلمات...تشعر بك عند ملاقاتك

خيالات....تتفنن فى إبتزاز أوهامك

و نوافذ....تحدد متى تغلق أمامك لتريك نصف الحقيقة فتستريح


هناك ساعات...تعرف متى تبطئ عقاربها لتمهلك لحظة ترجى

سقيع...يشرد بقايا دفئك

عناوين...تضلك لمجرد أنها تريد

تكرار.....يتعهد إغاظة نسيانك

و صفعة.....تحرص على خضوعك لواقع


هناك فرحة......تفتت موتك

حروف....تكتبك أينما كنت

مكان...ينتظرك أو مل وجودك

لحظة....تعشق دورانك حولها

و نقطة....حائرة فى إتجاهك


هناك تراب...تناثر من قوة معافرتك

شكر...لم يسمع إسمه يوما

صبر...مل عندك

لطف...إستغثت كرمه

و ضعف....حاربته و كونك

هناك أنت...و هناك أشياء كثيرة

قليل من ذلك الشئ


"ملعقتين سكر؟؟"-

"ست ملاعق..من فضلك"-

"ستة..مش كتير؟"-

عجيب أنت؟؟ أتنكر على ست ملاعق سكر و لا تعترف بمراره قهوتك؟؟؟

أريدها حلوة يا أخى لا يهمنى هل سيعجبك إختيارى أم لا ..حذرتك أكثر من مرة ألا تصمم على التدخل فى أمورى الخاصة,لن تشاركنى فى شئ ...فقط حديثك البغيض الممل الذى يرفضه قلبى

عندما أبدأ بأول رشفة ينقطع صوتك عنى كالأفلام...أسمع موسيقى تصويرية و فمك يتحرك

أتمنى لو أصفعك.....

"إخرس"

!!!!!أتذكر آخر حديث لنا ,منظرك و أنت تنتقد كل أفكارى...يالك من وغد.......ألا يوجد بمعجمك كلمة إحترام أو سكوت

............................

أعرف أن حديثى مع مذيعة برنامج "خلف الأسوار" لم يعجبك

"لماذا قتلتيه"-

"مش عارفة أشرب القهوة من رغيه"

"حكمت المحكمة على المتهمة بالإع**"

.....................................

أفيق للحظة عندما أسمعك تريد رأيى

" هه,مش بذمتك عندى حق "-

لن أرد

......................................

"بالإعدام"
......................................

فى حديثى مع مجلة "أخبار الحوادث"

طلبت كوب من القهوة قبل شرح تفاصيل قتلك..أخيرا سأستمتع بقهوتى و لو بالبدلة الحمراء!!!

قلت للصحفى"إعرض أسئلتك مره واحدة كى لا تقاطعنى...ليس لدى وقت أريد أن أستمتع بقهوتى"..فعل ذلك بلا تردد.

أعتقد أن الجميع يظنونى مجنونة...كل تصريحاتى تخص القهوة و فخرى بقتلك.....

تخيل....لم يسألنى السجان لماذا أفضلها بست قطع سكر !!!!....وحدك أنت كنت تفعل و ليتك أشعرتنى يوما أن نقدك من أجل صحتى

..............................................

ألاحظ حركة يديك...أضحك كلما تحرك إصبع ال"أنا" ليتوجه إلى طرف أنفك...أتخيل موتك مختنق بإصبعك المغرور...

ليتنى لا أفيق أبدا

....................................

عندما سألونى و أنا أنتظر حبل المشنقة

"نفسك فى إيه قبل ما تموتى"-

صمت...فقد فعلت كل ما تمنيته

كوب قهوة بست قطع سكر...جثتك..و حرية

Saturday

إسمح لى



منذ صغرى حاولت كثيرا إمتلاك ربابة, كل من بالحى ظل يقع فى نفس الفخ لسنين.. يمشى البائع بثقة تستفزنى, يتحدى الجميع بعدم رحيله خائب الأمل, سنشترى بضاعته ولن نقدر على العزف مثله, سنلقى بها ثم نشعر برغبةالعزف مرة أخرى, فنعزم على شراء واحدة أخرى فى المرة القادمة...تخيلت يوما لو أن بكل حى متحف للربابات, سيحصل كل مشارك على شهادة تثبت كامل قواه العقلية و نواياه السليمة فى شراء العشرات منها رغم يقينة بعدم تواصله معها... كل مرة أشتريها,أجد صعوبة فى التعامل معها ,أمل منها ,أتركها وأنتظر مروره مجددا لأقتنى واحدة أخرى و أصمم أن العيب ليس منها أو منى ,كان هناك شئ يمنعنى منها لم أكن أفهمه بعد



قال لى جدى فى إحدى المرات أننى لن أملكها بإمتلاكها و أن تناغمى معها هو سر طوعها لى و أصر فى المرة القادمة أن يستوقف البائع و يطلب منه العزف أمامى و إعطائى بعض الإرشادات لأتعلمها ,راقنى عزفه كثيرا لكنى لم أرد أن أتعلمها, فقط أردت إقتنائها والملل منها ثم التخلص منها و شراء واحدة أخرى.....عجزت عن معرفة سر محاولاتى البائسة, هل أنا مجنونة بحب الإمتلاك ,فلماذا لم أحتفظ بها و بغيرها لأكون متحفى المزعوم, أم أنى أقنع نفسى بقوة صبرى وجلدى فى الإصرار على المحاولة رغم أنى أيقن أنى لم أبذل المجهود الذى يوصلنى للتناغم معها





جدى الحبيب لم أتعلم العزف على الربابة بعد و أظن أنى لن أفعل ,ليس بينى وبينها تناغم و لن يكون.. أعلم كم أشقيتك بشراء كل تلك الربابات و لا أعلم أين ذهب كل هذا الكم منها و أظننى لا أكترث,هنالك شئ أيقنته تماما كيقينى بعندى, لست صبورة ولا مريضة بحب الإمتلاك ..لم يعد بى رغبة شراء ربابة واحدة بعد غيابك...الآن أدرك أنى أردت شرائها كى أرى أحب شخص لى يفعل لى شئ أحبه و مللت منها لأنى لم أشارك فرحى بها معك و أشترى غيرها فقط لعلمى أنى لن أجد من يصبر على بعدك مثلك ,أعلم أنك لن تغضب لو أسميت ذلك إختبارا لمدى حبك لى, ستعذرنى لأنى لم أضع أحد سواك فى ذلك الإختبار حتى لا تخيب آمالى ,لن أوفيك شكرا على ضحكاتنا التى كانت تكفى لبناء متحفا من المعزوفات الأسطورية , أفتقدك ,و أود أن أحكى لك الكثير و أعرفك على أشخاص أحبهم و أشكوا لك من أخرين ,أعلم أنك قابلت خليفتك فى تحمل عندى حتى قبل أن أقابله, أوصيه بى خيرا ,أما أنا, فسأتدبر أمر معزوفتى هذه المرة

Thursday

وسادة و غطاء





يحكى أن أجمل لحظات العمر كانت فى الشتاء و أجمل إبتسامة كانت تحت الملابس الشتوية الثقيلة و أجمل لحظة, هى لحظة إختفاء قدميها فى أول جوارب شتوية أرسلها لها ....



كلما إختبأت فيهم تحت غطائها ,تتمنى لو أن بين يديها الآن طبق دافئ من الأرز باللبن ,فالجو ممتلئ بكل أغانى البلوز الشتوية كى تساعدها فى إنتظار سماع صوته , الساعة الآن الثانية عشر,تفضل أن يتسلق شباكها و يحدثها بنفسه فهى لن تغفر له عدم سماع صوته منذ الصباح ..عليه أن يسرع فلديها غدا يوم حافل بالذكريات ,يقولون أن درجة الحرارة إنخفضت للعاشرة ,تمسك بتليفونها لتذكر الجميع بالغد ,فيتصل بها...ليتها أسرعت و إتصلت بهم لكى لا تبقى له سوى فرصة شباكها,تجيب عليه وتهدده بخلع جواربه فيضحك و يستفزها أن تفعل, تقطب حاجبيها ثم تنفجر من الضحك و تطلب منه طبق أرز باللبن كتعويض عن مأساتها,يعدها بأكبر طبق أرز باللبن رأته عيناها...تصدقه و تخفى فكرة تسلقه الشباك عنه فهى حقا تخاف عليه و تعلم رغم كل شئ كم يتمنى تحقيق كل ما تتمناه ,وهى الآن لا تتمنى له سوى ليلة سعيدة.



فى الصباح, يذيب إبتسامتها المتجمدة منظر أصدقائها المجتمعين حول اللاشئ و تنافسهم فى الإثبات العملى لصاحب اكثر يد باردة ... يتسائلوا ,ما هو السبب الجنونى الذى جعلهم يتركوا وسائدهم الدافئة لينزلوا إلى هذا البرد القارس ,يجيبوا على أنفسهم لحظة تدافعهم إلى السيارة لمشاهدة المطر ,كل سارح فى فارس الأحلام ذا المعطف الثقيل و الشمسية السوداء... لن تضيع فرصتها , ستقفز إلى الخارج حيث يجب أن تكون, يتدافعوا خلفها واحدة تلو الأخرى خارج فكرتهم السيئة فى إحتمائهم بالسيارة وكلما زادت برودة الجو و المطر زادوا فضولا للتحدث عن كل شئ , تتحدث هى عن صباحها و ثورتها ضد سخان الماء لخيانته المستمرة ببرودة مياهه على جسدها ,تتذكر فجأة تساؤلاتها الدائمة له عن سر قصر مدة الشتاء عما كان عليه قديما, ونصيحته الغريبة بأن يبقى قصيرا,فهو يعشق الصيف ,تتمنى لو يغير فكرته عن الشتاء ,فقد كانت تكره طوله و سكون صبح ليلة مطره ,أما الآن , تتمنى أن تلف ضبابه على عصى حلوى و تمشى مهللة به كليلة عيد..لا يهم ,لن تجبره على حب الشتاء لطالما سيظل يأكل الآيس كريم معها فى أى وقت.



نصحها أيضا بأن تبقى بعيدا عن المطر كى يتوقف دور البرد الذى يجعلها تتكلم كعجوز..تحبه,ولن تستطيع , تحب كل شئ اكتسى برائحة الورود المفتتة تحت الشجر و تتعجب لهروب جميع الكائنات إلى مخابئها, فلو كان ذلك مثواها لأصبحت كمن يدفن نفسه فى قبره, كيف لا تعبث فى المطر أو تلمس برودة الأرض... فبكل مقاييس الحرارة على وجه الأرض ,شتائها هو الأكثر دفئا لها تحت غطائها أو تحت الثلج.



جربه... علك تغير رأيك و تحب معها لحظة برد

Monday

من على حافة شباك بعيد أو أكثر


فى ذلك اليوم من الأسبوع..حوالى الخامسة و النصف عصرا ,يغلقوا جميع النوافذ.....تدخل الشمس في الصباح لتطهر المنزل ..تدخل بعد شبه إستئذان و تطرد كما يشائوا

تفتح شباك غرفتها على مصراعيه فى تمرد..تكره منظر الشمس و هى تتسلل من فتحات الشبابيك فى صمت ,تلك فرصتها لتسمح بدخول الضوء بحرية,فبعد قليل, ستنفض الأرض حرارتها الملطفة بنسيم العصارى رامية بدفئها على كل شئ , خاصة على من سيحتاج هذا الدفئ ليلا

تودع الشمس شباكها... فتجلس و تنتظر أن يحدث ما تنتظره فى الظلام..... الآن تتوهج الأنوار واحدة تلو الأخرى.. منظر الأضواء فى تلك الحجرات البعيدة و هى تتأرجح بمرور أجساد أشخاص مبهمون يصعب مهمتها فى تحديد ملامحهم و يبعث فى نفسها شوقا لرؤيتهم و التعرف عليهم عن قرب

هناك عند شباك الرجل الجالس على المكتب الكبير ,حيث يتعالى دخان سجائره بوضوح أكثر منه ومن الكتاب الذى لم ينتهى من قرائته يوما,تشعر أنه يقرأ لها و معها,كانت تستمع بإنصات لكل حرف تتخيل أنه قرأه ,كأنه سيسألها عنه غدا ,و تضحك كلما مال برأسه إلى الوراء يشد شعره الطويل كأنه يلعن عدم سماعها له بوضوح..و فى الشباك المجاور له , تقف السيدة السمينة تنظف البراويز على الحائط كل يوم بلا ملل ,وتظل تنظر لها مفرودة الظهر و كأنها تفتخر بكل شئ و أى شئ ,أو كأنها تحكى قصة تسمعها الحوائط و البراويز قبل أى شخص, ثم تمسك بالتليفون فى مكالمة مدتها دائما دقيقة و نصف , بعدها تغلق السماعة و تجلس دون حراك لأكثر من ساعة... تتمنى فى تلك اللحظة لو أنها ترى تعابير وجهها..لا تشعر من داخلها أنها سعيدة,تلك المكالمة لا تزيدها إلا إنحناء فى ظهرها المستقيم و لا تعرف سر إصرارها على إجراء المكالمة يوميا..تتركها لحائطها و تليفونها و تتمشى ببصرها على بعد خمس شبابيك مغلقة..هناك يقع شباكها المفضل..خاصة اليوم, إنه الأربعاء, ميعاد الرقصة الأسبوعية للشخصين الوحيدين فى ذلك الكون اللذان يرقصان كثلاثة, هم و قلبها, رقصة واحدة لنبضات مختلفة و متناغمة


تغفوا قليلا واضعة يدها على حافة الشباك و تحلم...ستقيم حفل شبابيك يراه شخص يقف فى ضوء حجرة بعيدة مثلها..سيلقى بتحية تصل لهم و سيردوا بواحدة تدعوه لحفلتهم..الكل تم دعوته و جميعهم أتوا طائرين ..الرجل ذو السيجار الطويل أتى بكتابه ليقرأ لها الفصل الأخير منه و يطلعها على سر شده لشعره كى يفيق من قيلولته التى تأخره دائما عن إكمال الكتاب و تشاركهم السيدة صاحبة البراويز فى الحديث و تطلب رقم تليفونها و تترجاها أن تسأل عنها ...تطمأنها و لا تحاول السؤال عن سر المكالمة التى تحنى ظهرها دائما,فلربما حكت لها فيما بعد .. يأتى الحبيبان ليسلما عليها و يؤكدا أنهم دائما يروها و هى تلقى بتحيتها لهم و تندهش عندما يؤكدوا لها أنهم لطالما سعدوا بكونها المتفرجة المفضلة لرقصتهم ..تبتسم لإعتبارها متفرجة و تكتفى بحفظ سر الرقصة الثلاثية لنفسها

تفيق من غفوتها و تنظر إلى تلك الشبابيك بعدما أطفأت الأنوار فيها و أنيرت فى أخرى ..تنظر إلى حافة الشباك و تتمنى لو أنها تصادق كل الشبابيك المغلقة و المفتوحة أو أن يصبح العالم شباك كبير لحجرة قريبة بضوء هادئ و أشخاص حقيقيون, لا خيالات أجساد فى ليل لا يضيئه سوى نور حجرات تظهر من على حافة شباك بعيد أو أكثر

Saturday

عن التى أحبتك



عندما إنتظرتك هى على المرجيحة لتحلق أنت بها إلى أعلى سماء كما وعدتها, حتى تلمس تلك النجمة التى لم تهجر قمرها يوما....كنت أنت فارس أحلامها ذا الشعر الصبيانى الطويل و صاحب أجمل ضحكة طفولية يغار منها كل أولاد المدرسة و يداعبها كل معلميها..كنت آيس كريم المانجو خاصتها و عزومة كيس الشيبسى بالشطة و الليمون التى تزيد جنونكما حرارة مع لعبة الأستغماية المفضلة لكما, و صرختها الممزوجة بالسعادة عندما تمسك بها , و بكائها المصطنع لأنك تغش باللعب ..وكنت أنت دمعتها البريئة على وسادتها بعدما تركتها لتلعب مع تلك الفتاة "الغلسة" التى شدتها من ضفائرها المتأرجحة على نغمات حبك الذى سرقته



و عندما إنتظرتك بحصانك الأبيض لتخطفها كما وعدتها و جئت...تشبثت بك كأنها وجدت من يغمرها أمانا , فتعلمت منك كيف تسبح فيه بعدما كانت تكره أى شئ عميق... كنت أنت صخبها و هدوئها ,جنونها و رزانتها , أسرارها المنقوشة على جدران قلبك الفرعوني و كنت أنت خيالها الجامح و صمتها المفاجئ الغريب و عصبيتها الغير مبررة و عصيانها المراهق و ضعفها الخاضع الودود و أنت من أعاد فتح جروحها و نظفها بعناية ثم منعها من العودة لها مرة أخرى ,فأصبحت أنت كتابها المفضل الذى تقرأه مخبأ داخل طيات كتبها الدراسية و صفحتها البيضاء التى لطالما إحتارت أمام صفائها و أصبحت هى المعجبة الأولى لأى شئ يخصك و تحملت أنت كل حماقة إرتكبتها فى حقك



ثم أصبحت أنت كوب اللاتيه و مج القرفة و النسكافيه على طاولة فى صباحكما المميز على شاطئ الأسكندرية ,و أصبحت أنت أغنيتها الكلثومية القديمة و مسؤليتها المفضلة لقلبها و صديقها الذى جمع حبه لمنير بعشقها لفيروز فأصبحت القاهرة و بيروت بيت واحد لكما...و الطفلة التائهة التى بحثت أنت عنها بداخلها لتجدها تلعب بروح و حياة أكثر من ذى قبل ,فتعيدك إلى الوراء عقود تذكرك "بالذى مضى" عندما كنت أنت أول من طمأنها أنه مهما مر الزمن هى أجمل إمرأة ذات عيون غجرية لن تمل النظر لها




و اليوم...أنت الراحة والضحكة و الذكرى على كل ركن و حائط ,كل مقهى و شارع ..أنت قطعة السكر الزائدة التى منعها منها الطبيب لأن سنها لا يسمح بمزيد من السكر ,فيكفيها الآن "روحك الحلوة" ,وأنت من أنقذها دائما قبل القاع بقليل لتصبح إبتسامتك إكسيرة الحياة ..أنت مقعدها الخشبى الهزاز الذى أصبحت تنام عليه رغم حبها للسهر الذى لم تعد تقدر على تحمله و أنت أكثر شخص إستمتع بونس قبر لها...تزوره أنت فتحكى لك هى عن تلك الطفلة ..امرأة العشرينات و صبية الستينات , حتى يلين عندك و تقنعك أنها لازالت هنا معك و تهمس لك من عالم أخر أنها إتفقت مع كل هؤلاء أن يشرحوا لك شئ واحد......لماذا ستظل هى أنت و أنت هى مهما تبدل الزمان و لماذا ستظل عيونها الغجرية ترعاك كما راعيت أنت كل لحظة أمضتها معك بشقاوة و نقاء

لم أنسى



عندما تئد هذا الكائن داخل طيات ترابك و تحت أسطح مشاعرك..عندما تكتشف أنك لا تكفى فتبدأ مرحلة الصعوبة...أن تصعب عليك نفسك,فتصعب على الناس,فتصعب على نفسك الحياة..الأسباب كثيرة , و كأنها تقول "لن أختفى فأنا حقيقة ...أنا موجودة و أنت تشعر..إذا أنت تتعذب
"
وعندما لا يكون بيدك حيلة ,تبدأ مرحلة الوعود ,لن أود أن أتذكر, لن أحاول أن أتذكر, لن أسمح أن أتذكر و لن أتذكر..أكذب على نفسك و اخدعها..أهرب عبر جسر الوقت و التمنى و حاول أن تقتل إحساس تعلم تاريخ ولادته و ربما تجهل فيما بعد متى توفى و لكن مهما حاولت لن تعرف من يهرب أسرع أنت ..أم إحساسك

سأدفن حقيقة إحساس لم يمت بعد

Tuesday

الشبورة الواضحة


تنفسى.....حاولى,حاولى....لا ببطئ





ببطئ و عمق..أعمق..أعمق





لا لا أفيقى
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

ستموت مختنقة...هكذا قال لها الأطباء و هكذا خاف عليها الأهل و الأصحاب وهكذا يوضح تاريخها مع حساسية هوائها لا صدرها



مجرد ذكر الكلمة,يبدأ كل شئ بالإنكماش ببطء من الخارج و ينفتح كل شئ من الداخل ليسمح بخروج كل ذرة هواء دافئة ببرود و رفض أى ذرة حياة إلتصقت ببرود خارجى


عندما تتوتر, تختنق..وعندما تغضب ,تختنق..مع الضحك حتى الدموع ,تختنق...وعندما تفرح حتى الخوف,تختنق..ومع ذرات التراب,تختنق..... فى كل ذرة هواء ,أصبح الإختناق سر من أسرار بقائها



قررت فى احد هذه اللحظات أنها لن تختنق ليصبح لديها فرصة تعيش إختناقها بحياة...فليسقط الإختناق ولتحيا الأتربة و الزعابيب

Wednesday

على أحد ما أن يفهم


*حقيقة:عندما تفرض مشاعر معينة على قلبك و هو يرفضها تماما , يبدأ بتأجيل مشاعره الأصلية فيما بعد


يحسدها الناس على سهولة تعبيرها عن مشاعرها ويستنكر البعض الآخر:"الأشخاص السهلين بس اللى
بيعملوا كده"ء

ترى هى أن أصعب شئ هو أن يفهم الشخص أعماق أعماقه و يعبر عنها و لو بواحد فى المائة من حقيقة ما بداخله
سألها مدير إحدى الشركات فى مقابلة شخصية:"إوصفى نفسك فى أكلة و قوليلى ليه الأكلة دى بالذات"
قالت:"أنا مكرونة...ملعبكة بس لو ثبت الشوكة هتعرف تلمها"
"تلمها!!!!!!!!!! "






*حقيقة:أدق المقاييس فى الكون تسير على وتيرة واحدة ولكنها غير ثابتة و متغيرة:الساعة,دقات القلب و الأرض


لا تحب أن تصف روحها كالطيور المحلقة...فالطيور سهلة الإصطياد حتى لو كانت جارحة...فهى كالهواء لا يراه ولا يشعر به غير هؤلاء الذين يتنفسوا بعمق......شهيق ,زفير,شهيق,زفير






*حقيقة: الماء يتكون من ذرتين هيدروجين وواحدة أوكسوجين -هواء-


تشعر أن روحها تشبه المطر كثيرا..يهطل بهدوء فيحيي كل شئ معه أو يسقط كالرصاص فلا يستطيع أحد أن يتحكم به...إلا لحظة هبوطه على الأرض......آه, كم تكره لحظة هبوطها على الأرض,تسقط من أعلى سحابة لأسفل صخرة فتتفتت لآلاف الذرات وتتغلغل فى حياة كائنات أخرى دون إرادتها, ولكنها تتذكر...كلما تبخرت, حتما ستصعد مرة أخرى إلى السماء..حتما و بلا شك






حقيقة: لن ترضى,ولن يرضوا



تتحدث كالطفلة أحيانا و تلهو و تلعب دائما...يتعجب الناس عندما يجدونها جدية...تعطى أفكارا كأشخاص بخبرة المعمرين.. تقول دائما:"إذا أردت أن تكون حكيما,فكر فى شئ ساذج ثم قل عكسه!!!الحياة بسيطة جدا جدا ولكننا مصممين أن نراها بكعبلة المكرونة!!!"

تشعر أنها تقف أمام مرآة تبكى و تبكى و هى تقول بأعلى صوت أنا سعيدة ,سعيييدة.. و عندما تصمد أكثر أمام كذبها تنكسر مرآة روحها بسهام خيانتها , فيصبح كل شئ مهزوم..مكسور



*حقيقة: الدنيا ترى بحقيقة الأشياء و تعاش بمدى حساسيتها


تستطيع و بكل سهولة فهم مشاعر الآخرين و إحتوائها ,فهى لم تحاول يوما تجاهل مشاعرها , دائما تعيش فى محاولة ترجمة لها...تعلم متى تصل لقمة الفرح أو جحر الحزن و تبدأ بتحليل لحظة بدأ مشاعرها لتحدد أين ستصل بها..تعلم متى يصل مؤشر حساسية مشاعرها إلى التغير ,الذى يؤدى بدوره تحول جذرى لطبيعتها..فتصبح شئ أو شخص أخر..و فى بعض الأوقات تقول أشياء يصعب ترجمتها...تتهته أو تلقى بكلمة فجأة دون سابق إنذار,و لكنها تثق كل الثقة أنها أبدا لم تقل شيئا هبائا , كل شئ له معنى كبير فى قلبها و أمام روحها,يعبر عن رغبات واعية أو لا واعية..تشعر باليأس ,الحزن و الإنهزام و بحسبة ترجمة بسيطة... تكتشف أن الإحساس الوحيد الذى يكمن بداخلها ما هو إلا الغضب!!!ء






*حقيقة: يدهشنا المبتسمين و أصبح الحزن عادى


تشعر فى أوقات كثيرة أنها "بطانية مبلولة" ثقيلة لكن عمرها ما بتدفى...عاشت طوال عمرها مقتنعة أنها لم تجرب أحاسيس أرادت أن تعيشها و تكتشف فى النهاية أنها ظلت طوال حياتها تعيش لحظات إستمتاع فى ظل برودة إحساس لم تتدفى به أبدا ..عاشت نقيضه ولم تستمتع به ولكن فى النهاية ربما تكون قد وصلت إلى ذروة كمال الإحساس باللا إحساس!!ء






*حقيقة: تدق الساعة تدق تدق

بمنتهى الغباء الذكى تعترف أنها فى كثير من الأوقات تقتل نفسها بأكمل المشاعر,و تضيع عمرها فى رثاء لروح عبرت بداخلها ..روح هى فى حد ذاتها أبدية..لا تموت ولكنها تنتقل,تسافر وتعود أو حتى تهاجر... لكنها حتما ستوجه نفسها تلقائيا إلى قبلتها فى وقت ما.. أما إذا بقيت تعيش فى ظلها البارد سوف
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.لا تعلم...ما علينا

Friday

آه يا دماغى


آه يا دماغى آه و آه
السور ده مين اللى بناه؟

شعوب ساكته و مأنتخين
ولا حكام مش بنى آدمين
ولا أفكار مستعمرين

ولا يمكن فلسطين


آه يا دماغى آه و آه
حارق فى قلبى السور و الله

فاكرين كده حرية و هنا
متحبسش غير اللى بنا
و أول رصاصة جت فى الضنا

حرام ولا حلال يا كبير



آه يا دماغى آه و آه
تعليم و صحة "أوه لا لا"ء

بقت "بليز" مش "لو سمحت"ء
"لوك آت ماى جيينز ساقط لتحت"
ياريتك حتى كده و فلحت

إمعة و كمان فاشلين



آه يا دماغى آه و آه
يشكى و مين يسمع شكواه

دخل برجله سليم و كماله
طلع منها جثة فى نقاله
مستشفى دى أم مقلب زبالة

حرام عليكوا يا مفتريين



آه يا دماغى آه و آه
كلام جديد مش فهماه

يعنى إيه ديمقراطية؟؟
ششش ..دى كلمة عيب و أعجمية
رددوا ورانا ..بلدنا عظيمة و مية المية

فى الكورة دايما سابقين




آه يا دماغى آه و آه
جحا ساب مسماره وراه

مترشح ليه يا أخ جمال!!ء
عزبة بابا و ماما سوزان
شوية معيز على خرفان

شمال شمال يمين يمين



آه يا دماغى آه و آه
غازنا بتعنا و صدرناه

مالكم مين إستورده
كلها كام يوم و ينقضوا
وهنرجع تانى نستورده

وتجيا مذهب التطبيعيين



آه يا دماغى آه و آه
ماله العالم إيه اللى عماه؟؟

ملاك إسرائيل..والنبى غلبانة
وحشة غزة.. مفترية و شيطانة
ليفنى رقيقة و إنسانة

والعرب إرهابيين



آه يا دماغى آه و آه
نرجع للسور و اللى علاه

أم اليوم اللى إنتخبناه
دهس الأمل برجله و سواه
من يومها و أنا مش طيقاه

والعزبة ملت نصابين




آه يا دماغى آه و آه
كلام إتحرق ياما رددناه

طويل العمر يطول عمره.....أكتر من كده إيه؟؟
ويزهزه عصره.....هيزهزه أكتر من كده ليه؟؟
وينصره على مين يعاديه....بصراحة مش لايقة عليه؟؟
قولوا وراهم يا مساكين

آه يا دماغى آه و آه
هقولها و رزقى على الله
إمشوا فى الشارع يا عاقلين
إنسوا الفرامل و دوسوا بنزين
يسقط سور المحتلين
يسقط سور الجبناء المرعوبين
وعلاقتنا بإسرائيل
والفتن و الطائفيين
و وديع أبو المسفيين
والأحزاب أم وشين
والأغبية المتعصبين
والإمعة الفكسانين
والعالم المش معترضين
وكل اللى دايما ساكتين
أسترها معانا يا كريم
وإنتعها بالسلامة..قولوا آمين



فيشة بنت كبس

Saturday

تضرب تقلب


تكره المصابيح ذات الضوء الأبيض......قرأت فى إحدى الصحف أن اللمبات البيضاء تسبب الإكتئاب....تعرف ذلك حتى قبل أن تقرأه,فهى تعشق البيوت ذات المصابيح الصفراء...تشعر بالدفئ فى كل ركن من أركانها..تشعر بالراحة و الأمان..بالسعادة

يقولوا لها أن المصابيح البيضاء توفر الكهرباء.. وهى لا تعترف بتلك الحقائق البخيلة..فالضوء هو مصدر دفئ كونها , وهى لن تبخل على كونها

يقولوا أن الضوء الأصفر يسبب الصداع ....تفضل الصداع على الإكتئاب..ففى النهاية يسبب الإكتئاب"صداع كئيب"ء

تتذكر شكل غرفتها بعدما وضعوا فيها مصابيح بيضاء............"ياااااااه كئيبة".."مش عارفه أذاكر!!"ء
تقول والدتها:"اللى عايز يذاكر هيذاكر فى أى حته تحت أى ظرف"ء

"أصل إنت مش فهمانى..أنا مش بحس بالدفئ فى الضوء ده ..حاسة....بالغربة!!"

تتركها والدتها و كأنها لم تقل شئ.....تؤرقها أقل التفاصيل..التفاصيل الصغيرة التى تجعل من حياتها كيان موضئ , موحد و كبير . تنظر للغرفة..."الكنبه شكلها مش مريح...لو بدلتاها مكان الكرسيين شكلها هيكون أريح ......لأ لأ لأ إنت بتتلككى...أيوه ..بس النور لسه أبيض و الكنبة مكان الكرسيين....مش مهم مش مهم..زى ما ماما قالت....ركززززززييي"ء

تكره أن يفرض أحد عليها شئ..تعلم أنها عندما تتزوج قد لا تستطيع التوفيق بين بيتها و عملها و لكنها تكره أن يفرض عليها زوجها ألا تعمل و تفضل أن تذهب هى له و تقول إنها تعبت..كأى أمرأة....تحب المسايسة. تفتح الراديو فتجد أغنية لعمرو دياب"هتمرد ع الوضع الحالي"..تنظر لللمبة و الكنبة بيأس ثم تنظر للراديو بسخرية..تغلقه

تشعر دائما أن هناك رسائل تصل لها من قوى خفية ترسل لها عن طريق الناس و الأشياء إشارات تحذرها أو تطمأنها .. و تستطيع أيضا أن تحدث الناس عن بعد و تسمع ردهم....... و تحضر أى شخص تريد إلى عالمها الواقعى حين تستحضره فى ذهنها و تكره أن تتذكر شخص لم تره منذ فترة فجأة, فيأتى لها ثانى يوم خبر وفاته أو دخوله المستشفى!!!! نادرا ما تحلم و أحلامها دائما تتحقق ..تحلم أن أحدهم تزوج ,فيفعل..و تحلم أن شخص ما يلقى بنفسه من فوق عمارة ...فيفعل!!!!..ليتها تحلم باللمبة البيضاء تتكسر أو الكنبة تتحرك

حاول والدها أن يقنعها بأن تذاكر على مكتبها و لكنها تستغربه"أصله مش دافئ ..مش مريح!!"..ينظر لها بغضب"إنت عنيده و هتضيعى نفسك"ء

تحب أن تذاكر على الأرض,حيث البراااح...و تفضل أن تضع على مكتبها كل شئ دافئ...صور و تذكارات من صديقاتها و ربما آخر أبجورة ذات نور أصفر إشترتها..تتذكر اليوم التى لصقت على أسقف غرفتها نجوم فسفورية و أشعلت بخور ..ونثرت على الأرض بجانبها صور لها و لكل من تحب و وضعت بالونات فى كل أرجاء الغرفة ثم أضاءت النور الأصفر..تتذكر كيف شعرت بالدفئ فى هذا اليوم و كيف أبدعت فى كل شئ كما لم تبدع من قبل, و فى صباح اليوم التالى جائت والدتها تصرخ" بهدلتى الأوضههههه "...تضحك كثيرا على هذا الموقف.

يزغلل الضوء الأبيض أفكارها فتعود إلى واقعها و تشعر بالتعب و الإكتئاب و النو و و م...فتنظر للنور و الكنبه و تقرر
أنها لن تذاكر


فى الصباح تدخل والدتها الغرفة و تصعق......... على السقف تجد نجوم فسفورية و على الحائط ,صور ..و بلونات فى كل مكان و اللمبة البيضاء مكسورة..والكنبة مكان الكرسيين و رائحة البخور معبأة فى الغرفة وهى....نائمة على الأرض مبتسمة بجانب الكتب....تحت نور المصباح الأصفر..الدافئ..المريح

Monday

و ما الدنيا إلا مرسم كبير


تتسائل" لماذا لون السماء دائما سماوى أو أسود؟؟ و الشمس صفراء و القمر لونه فضى و البحر أزرق و الزرع أخضر و الناس ثلاث أو اربع ألوان!!! لأ,لأ,لأ"... تكره أن تكون عادية هكذا

عندما كانت صغيرة كانت تمسك بالألوان و تأخذ لوحة تلونها....السماء حمراء كالدم..الشمس رمادية قاتمة..القمر أخضر ..والبحر أسود ..الزرع أزرق...والناس بنفسجى..ينظر لها كل من يرى اللوحة بإشمئزاز : " كويسة..بس فاقعة أوى!!!!!!"...لا تفهم سر نظراتهم

فتأخذ ورقة أخرى لنفس الرسمة و تلون..سماء بيج .. شمس بمبى .. قمر ذهبى..و بحر برتقالى و زرع أصفر و أناس "تكنى كلرز"...ينظروا لها و يخمنوا:"ممم.. باربى؟؟؟؟بس مش بطالة"ء

كلما تذكرت منظر وجوههم الغير راضية ،تضحك..كانت طفلة...و مع ذلك ظلوا يحكموا على لوحتها....بالنسبة لهم الحياه لها ألوان ثابتهْ...ممنوووع الإقتراااب أو التلوين , أما هى.. فلا يهم , فلا زالت تلونها كما تحب...تقرر أن اليوم ستصبح الدنيا شفافة و فى يوم آخر كل الدنيا فسفورية لامعة, و فى الأعياد القومية تلونها بألوان العلم .. و مع ذكرى النكسة...كل شئ أبيض..أبيض ..أبيض..و فى عيد الحب..ألوان مختلفة..تتجدد و تتغير تلقاءيا ... أما فى عيد ميلادها..ربما تخترع لون جديد تلون به..لم يره أو يسمع به أحد من قبل,حتى هى.....والكثييير و الكثييير..فلن تكف عن التلوين..فبالنسبة لها ...لن ينتهى الورق و لن تجف الألوان ... فقد وجدت لترسم و تلون .. لذا ستلونها كما تشاء.. و تراها كما لونتها و عشقتها

Wednesday

صدى الضوء


تلتفت حولها فلا ترى شئ... تركز مرة أخرى فى تحضير العشاء ,تحضر ملعقة و تشعر مرة أخرى انها رأت شئ يمر بجانبها!!! تنظر إلى الساعة,إنها الواحدة صباحا..لعلها مجهدة,تحاول الإسترخاء ,فتستمع إلى موسيقاها الهادئة و تبدأ بالرقص و التمايل..تغلق عيناها و تندمج فى الرقص مع الأطباق و الملاعق , تشعر بضوء لامع يمر من أمامها تفتح عينها سريعا و تنظر فلا تجد شئ... تقرر الذهاب للنوم ..تشعر حقا أنها تهلوس....ء

على فراشها الدافئ ,تفتح عينها و تنظر إلى الشعاع الهادئ الذى يمر برشاقة من بين الستائر فى الصباح و فجأة ترى الضوء , تتذكر ليلة أمس, لعلها لم تنم جيدا... تتذكر شكله, كان أقوى من تلك الأشعة,أجمل و يلمع بسحر

مذ هذه اللحظة يشغل الضوء تفكيرها, تذهب لتقابل صديقتها و تحكى لها عنه..تنصحها بزيارة طبيب العيون , تعدها أن تفعل إذا إستمر فى الظهور ..ترتشف قهوتها, تشم رائحتها فتتغلغل فيها,تنظر لها صديقتها و تضحك على برائتها الممزوجة بالقهوة..تبتسم لها و ترى الضوء خلفها,تحاول لفت إنتباهها و لكنه يختفى.. يظهر من جديد لكن لا أحد يراه سواها

تذهب إلى البيت..تحاول معرفة السر وراء الضوء..تقرأ فى احدى الكتب أنه روح طيبة أو شريرة...لكنها لا تخافه وهو ..لم يقربها. تقرأ فى كتاب أخر أنه خداع بصرى..لكنها لا تقتنع
تقرر أن تقطع الشك باليقين ..ستنام جيدا اليوم ,و تذهب غدا للطبيب
تذهب إلى فراشها و هى تفكر فى الضوء, يجعلها تتذكر أشياء غريبة و ذكريات قديمة و أشخاص ظنت أنها نسيتهم..تبدأ بالإستغراق فى نوم عميق ,ترى فى الحلم الضوء يطير عاليا و هى تلعب و تتراقص معه عن بعد..و فجأة ينزل إلى الأرض كالبساط..تصعد على ظهره و يأخذها عاليا لتجد نفسها بجانب شئ كبير يشبه الشمس..منتهى النور لكنه لا يحرق

تستيقظ و تتذكر كيف كان إحساسها أمس ,إنها لم تشعر هكذا من قبل,تبتسم و تنظر للساعة,يبقى على ميعاد الطبيب ساعات قليلة... تنزل قدمها من الفراش فتلمس الأرض الباردة...يعجبها الوضع,فتقرر المضى حافية ,تشعر هذه اللحظة أنها سترى النور ,فيظهر على الحائط,لا تحاول إتباعه,تعلم أنه سيختفى .. تقع عينها على كاميرا تصوير على المكتب ,تفكر للحظة تصويره عندما يظهر..لكنها تقوم لتفعل أى شئ أخر

تتحدث مع الطبيب ..يطمأن عليها و يعلمها أنها سليمة و أنه مجرد إجهاد أو خداع بصرى,تنهى الزيارة وهى غير مقتنعة...فهى لم تعد ترى الضوء فقط,إنها حقا تشعر به.. تعلم أنه لن يقتنع أحد بهذا, و هى... لن تصوره و لن يراه أحد غيرها..فلربما يحرسها ..تمشى معه أو يمشى هو معها..إنه شئ خاص تشعر به حولها و تراه...فقط بقلبها

Friday

العزف الأسود


هذه القصة كتبت فى شكل سيناريو....ل/ د تعنى ليل داخلى

ل/د..المكان:القاعة الرئيسية بدار الأوبرا

يدخل الناس إلى القاعة و يبدأوا بالجلوس..الكل فى منتهى السعادة..الجميع متأنق,إنها حفلة غير عادية فى ليلة غير عادية

يعلن مقدم الحفل عن بدء العرض..يفتح الستار الأحمر الكبير ,الجميع يصفق بحرارة..على المسرح تجلس سيدة أمام البيانو فى رداء أنيق ..يسلط ضوء المسرح عليها..يحيها الجمهور بحرارة لكنها لا ترد التحية..لا تنحنى أو حتى تنظر لهم..يتوقف التصفيق شيأ فشئ
صمت تام يسود المكان..البطلة لم تعزف بعد,تمر ثوان.........تتحول البسمات إلى علامات إستفهام و همهمة...ينظر مخرج العرض من وراء الستار إلى المساعد فى تعجب..الكل يترقب..فجأة تضع البطلة إصبعها عل إحدى أصابع البيانو فيحدث صدى صوت....يصمت الجميع بما فيهم البطلة..تضع إصبعها مرة أخرى و لكنها تتوقف ,ترفع يدها اليسرى و تأخذ النوتة الموسيقية, تغلقها و تضعها على الأرض,تعلم أنه الحفل الكبير لكنها لا تهتم, فلطالما أرادت ذلك..تأخذ نفس عميق , تضع كلتا
يديها على البيانو و تبدأ بالعزف

يبدو على اللحن الهدوء , بسيط و يداها تنساب على البيانو كالريشة أو كالريح ..أصابعها تدل عن براءة خبرتها و عيناها تعبران عن قوة غاية بداخلها..تغلقهما و تندمج فى العزف

CUT

البطلة تعزف على البيانو بملابس وردية خفيفة ساعة الفجر أمام شاطئ ..العزف مستمر فى هدوء


CUT

العزف مستمر فى القاعة,البطلة لا تزال مغلقة عينها ,تبدأ بميل رأسها للوراء و كأنها تشم رائحة شئ يتغلغل فى جسدها و روحها..الجميع منصت فى هدوء و إعجاب
مازالت الوتيرة هادئة ..فجأة يبدو على البطلة أثر إنزعاج أو غضب, لا تستطيع يداها التوقف
عن العزف رغم إحساسها بشئ فى داخلها"توقفى ,توقفى ششششششششششش بس بس إيه ده!!!!"ء


CUT

البطلة تعزف على البيانو فى مكان يشبه الكهف , إنه مظلم,مظلم ,تسمع صوت طبول عالية جدا ,تنزعج البطلة كثيرا..لم تعد تسمع صوت عزفها

CUT

الجمهور فى القاعة منزعج..البطلة تنتقل من طبقة هادئة إلى مرتفعة فجأة و فى عدم ثبات..لا تزال البطلة تحمل ملامح الغضب على وجهها, تفتح عينها و تلقى بوجهها ناحية اليمين و تنظر للجمهور مباشرة و هى تعزف..و هى غاضبة...الكل متعجب..مخرج العرض ينظر بغضب للمساعد..إنها لا تكترث فلطالما صفقوا و ابتسموا لها, تنظر البطلة إلى مكان وضع النوتة فلا تجدها فتغضب أكثر , لا تعلم لماذا غضبت فقد أغلقتها بنفسها..العزف مستمر , تنظر لأصابع البيانو التى تحولت كلها للون الأسود..تغلق عينها و تتخيل شكل النوتة...إنها بلا علامات موسيقية, تمتلئ بكلمتان.. ستكونى بخير , ستكونى بخير , ستكونى بخير

CUT

البطلة تقف على حافة جبل ..إنها لا تعزف.. فقط ترقص على اللحن تعلم أنها على وشك السقوط و لكنها تعرف أنها ستكون بخير

CUT

البطلة فى القاعة ...تأخذ نفس عميق و يميل عزفها للهدوء ..شيأ فشئ ,تبتسم لكن التوتر فى القاعة مازال مستمرا ..تقف البطلة و هى تعزف فى هدوء ...فجأة تتوقف... تبتعد عن البيانو فى حركات راقصة و متناغمة..الكل مبحلق..لا تزال البطلة تسمع صوت اللحن فى اذنها و تدندن به ..لحن هادئ ,بطئ..فجأة تتوقف و تفتح عيناها و تنظر للقاعة..تنحنى للجمهور فى فخر و رضاء,ترفع رأسها فى ابتسامة, الكل عيناه جاحظتان..لا أحد يفهم..هل هذا نوع جديد من العزف!!!!...مخرج العرض على وشك الإغماء أو الدخول فى غيبوبة..تترك البطلة المسرح فى رشاقة وهى تدندن..يسدل الستار و لأول مرة..لا أحد يصفق..

Thursday

شفرة الروح


"إتفضلى الدكتور منتظر حضرتك"

دخلت و هى تجر قدماها, جلست أمامه .. رأى يدها مقبضة على شئ بحرص ,فتحتها ثم وضعته على المكتب بهدوء,نظر له و سألها

"حضرتك بتشتكى من إيه؟"

نظرت له و هى تستعيد كل ذكريات حياتها:"ذهبت ليلا إلى الفترينا و وضعته هناك ,كنت أنتظر مجيئه صباحا و مساءا ولكنه لم يغير ميعاده أبدا..دائما يأتى فى ساعات الظهر ... يأتى و يقف أمام الفترينا لمدة دقائق, يبتسم له من امام الزجاج ثم يمشى..لاحظت إعجابه به ولكنى لاحظت أكثر أنه لم يحاول يوم شرائه!!..قررت أن اخذه من الفترينا لأريه إياه.. إنه حقا سليم و جميل ليس به عيوب , لامع و شفاف , إنه جديد تماما...و عندما أتى فى الميعاد المعلوم أخذته من الفترينا و ذهبت له, وجدته واقفا مبتسما ينظر للفترينا كعادته!!! تعجبت؟؟ لماذا يقف هكذا!! إنه فى يدى , ليس فى الفترينا!!ء
ذهبت لأسأله...وقفت خلفه و عندما همت يدى لتربت على كتفه رأيتنى أنا و هو ...فى الظهر ساعة تعامد الشمس على الزجاج...يتحول إلى مرآة... رأيتنى أقف خلفه...لم يلاحظنى, فقد كان ينظر لنفسه بكل عمق...و يبتسم , لأول مرة أرى الحقيقة,نظرت إليه و أنا أحمله فى يدى و لم أدر بنفسى إلا و أنا ألقيه كالصخرة على الفترينا....رأيت وجهه على الزجاج المتناثر,لم أر فى حياتى شخص مرعوب لهذه الدرجة,حاول مساعدتى و لكن خوفه جعله يرحل. جلست أنا لألتقطه من الزجاج ,رأيته ينزف, فحملته لك..و ها هو أمامك على المكتب"ء


نظر له و أمسك بالملقاط يلتقط كل قطعة زجاج ..داواه ثم أعطاه لها ..ضمته إليها ثم رحلت


بعد شهر ذهبت له مرة أخرى,نظرت له بسخرية القدر و هى تضعه أمامه على المكتب
سألها

"حضرتك بتشتكى من إيه"

قالت:"جلسنا معا كثيرا,كلما تقابلنا تحدثنا مطولا و فى كل مرة يغادر,كنت أراه معلقا على ظهره.. لم أفهم فى البداية ..كنت أحاول دائما أن اجرى ورائه لأستعيده ,لكنه لم يسمعنى..بعد فترة قررت أن أضعه أمامه على الطاولة لكنه تظاهر بعدم رؤيته ..تكلمنا,ثم هم بالرحيل و هذه المرة وجدته يجر من على الطاوله و قد شبك فى ظهره..إنه على وشك الوقوع!!!ركضت لأنقذه ولكنه جرى بكل سرعته فوقع من على ظهره.. ذهبت لأتحقق منه لأجده تفتت ,نظرت له لعله سمع صوته ولكنه إستمر فى الركض..جلست ألملم رفاته و إستجمعت ما فى إستطاعتى.. و ها هو أمامك على المكتب"ء


نظر له ,علم ما يحتاج له كى يداويه.. نصحها هذه المرة بعنايته بشكل أفضل ثم أعطاه لها بحرص

بعد فترة رجعت له وهى غاضبة:" عملت بنصيحتك..لم أسمح لأحد بلمسه و لكنه فجأة بدأ يقترب و كلما حاولت الإبتعاد أراه ممسكا به طلبت منه تركه و لكنه رفض..شرحت له حالته الخطيرة ولكنه تمسك به و أقنعنى أنه سيكون فى أيد أمينة...استسلمت,لكن بعد فترة بدأت أشعر بالألم,شعرت به فى أوصالى لكنه ليس معى ..فقدت الإحساس تماما و هو معه, إلا من إحساس ألم عدم الإحساس..قررت أن أشده بكل قوة....كلما فعلت,يشده هو أكثر ,حتى رأيته ينطلق كالرصاصة فى وجهه..أراده قتيلا..أخذته من يده و قد تقطع إربا..و ها هو أمامك على المكتب"ء

نظر لها و له بيأس و أخذه منها برفق شديد..حاول مداواته قدر إستطاعته و قبل أن يعطيه لها تحدث إليها عن خطورة الموقف هذه المرة و أن أى إهمال له قد يؤدى إلى فقدانه للأبد...أخذته فى صمت و الدموع تحرقها ثم غادرت


مرت الأيام و الشهور ,ذهبت له شاحبة الوجه ووضعته أمامه على المكتب...نظر له..يتفحصه , لكنه كان سليما..تفحصه مرة أخرى جيدا ,لم يجد به شئ ..سألها بإستغراب :"حضرتك بتشتكى من إيه!!!"ء

نظرت له بملل:"لا شئ......و هذا يؤلم أكثر!!"ء

ابتسم لها و أمسك قلمه و دفتر روشتاته ثم كتب...- هذا القلب يحتاج إلى قلب ملئ بنبض الحياة..عندما يريد قول الحقيقة يقسم بحبه...قلب يسهر لحراسة قصة حب نادره,يشعر معه بالسعادة بدون أسباب....هذا القلب يحتاج للراحةالتامة فى ظل رعاية قلب يحبه لأنه يحبه....و هذا يكفى

مترو الحياه


كتبت هذه القصة فى شكل سيناريو... ن/خ: تعنى نهار خارجى


ن/خ,المكان :مترو الأنفاق ,عربة السيدات

تجلس نفيسة على احد المقاعد.. الساعة حوالى الحادية عشر صباح الجمعة , المترو خالى تقريبا من الركاب و الهدوء يعم المكان.فجأة يصعد رجل إلى العربة ,تسرع نفيسة فى لفت إنتباهه أنها عربة سيدات فيرد مستهزأ:" ما أنا عارف"

تلاحظ على وجهه اللامبالاه:" أنت حر , بس كده هتاخد مخالفة."ء

"و انت مالك "ء

"من فضلك متتكلمش معايا بالأسلوب ده ما تنساش انك بتكلم ست."ء

" ست!! ست مين!! إنت إيه اللى ركبك أصلا هنا!!!!."ء

يحاول الركاب تهدئة الوضع و الدفاع عن نفيسة و لكنها تغضب جدا
" طب كويس إنك عارف مين اللى بيركب عربية الستاااات ..أكيد اللى بيركبها مش رااااجل."ء

"مش راااجل!!!"
ينظر لها بمنتهى الغضب و فجأة نسمع صوت لكمة

CUT
ن/خ

نفيسة جالسة فى المترو نرى على وجهها أثر لكمة بالتحيد عينها الشمال....يفتح باب المترو و يدخل صبى فى ملابس رثة ,نسمع صوته الذى يدل على خبرته الطويلة فى سوق الباعة الجائلين , يبدأ فى توزيع بضاعته
" يلاااا يا أبلة اللى عايز نعنشة, نعناع يروق الدم يعطر الفم و بنس كنيه."ء
و يأخذ فى إلقاء بضاعته على حجر الركاب... يبدو على وجه نفيسة الضجر كلما حان وقت رشقها بالنعناع.. تشاور بيدها له معلنة عدم رغبتها فى الشراء, يرمى لها نعناع رغم ذلك

"قلت لك مش عايزة ."ء

"هاجى أخده منك دلوأتشى يا أبلة."ء

" أنا نازلة المحطة اللى جاية,أمسك"ء

"طيب يا أبلة بوراحة شوية,ده إيه الأرف ده"ء

"احترم نفسك"ء

تحاول سيدة تهدئة الوضع و لكن الصبى يغضب:"احترمى نفسيتشك إنتشى الأول"ء

"أنا محترمة يا قليل الأدب"ء

CUT
يفتح باب المترو و تنزل نفيسة و حول عينها بقعة بنفسجية مستديرة


CUT


نفيسة فى المترو ,تضع على عينها اليمنى بلاستر و عينها الشمال لا تزال وارمه.. تدخل فتاة الى المترو و تجلس بجوار نفيسة ..تفتح نفيسة كتاب و فجأة تسمع صوت فنان شعبى صوته يخرج من موبايل , يأخذ صوته الغربانى فى الإرتفاع كلما حاولت التركيز فتطلب من الفتاة خفض صوت الموسيقى فتفعل, بعد دقائق يعلوا صوت الأغنية مرة أخرى فتطلب منها فى هدوء خفض الصوت فلا تعيرها اهتمام

"على فكرة أنا مش مرغمة ان حضرتك تسمعينى اللى بتسمعيه!!"ء

"يعنى أعملك إيه؟؟"ء

"حضرتك ممكن تحطى سماعات فى ودنك"ء

"معنديش"

"يبقى إقفليه"ء

"لأ مش هقفله ولا هو يعنى لازم أشغل قرآن عشان يعجب!!!!!"ء

"ولا قرآن ولا ترانيم و على الأقل القرآن مش زى القرف ده"ء

يجتمع الناس على تهدئة الطرفين:"لا حول ولا قوة إلا بالله.. إستهدوا بالله يا حبايبى ميصحش كده انتوا مش صغيرين"

ترد الفتاة بغضب شديد:"مغلطش اللى شلفطلك وشك"ء

CUT

فى المترو نرى فتاة تتشاجر مع بائع جائل ألقى عليها نعناع نعنشة.... يجلس أطفال يتنطتون بجانب أمهاتهم على الكراسى و يقف أمامهم سيدات كبار السن..فى الخلفية نرى نفيسة واقفة وارمة الوجه مكسورة الدراع..فى احد جوانب المترو يقف ضباط شرطة المترو يضحكون على مشاجرة الفتاة و البائع ... سيدة تلقى بقمامتها من الشباك و نسمع صوت قرآن و فجأة أغنية لعمرو دياب.. يبدأ صوت الفتاة يعلوا أكثر فأكثر ,نرى نفيسة تقف صامتة ... يقف المترو و تنزل نفيسة و هى تعرج.....من شباك المترو نرى تلفزيون عليه أغنية مليئة بالفتيات و يقف تحت التلفزيون أولاد و رجال علقت أعينهم على الشاشة و فجأة يعلوا صوت ترانيم مع الأغنية مع القرآن و يعلوا معهم صوت الفتاة و البائع..نرى نفيسة تبتعد من المحطة شيأ فشئ و بجانبها يمر متسول مقطوع القدمين يشحذ من مجموعة من السياح و رجال يقفزون من فوق ماكينات التذاكر ..تختفى نفيسة عن أنظارنا و نسمع صوت الفتاة :"أنت قليل الأدب"... يصمت كل شئ و فجأة.. نسمع صوت لكمة

الشنطة


سأرحل و أنا سعيدة,لا يهم مدة الرحيل..لا أحد معى, لمرة واحدة "أكون"... فقط أنا وهى,أحمل فيها أشياء ,أترك لكل شئ مساحة فى براااااح شاسع.. فيها تكمن اللا نهاية... أضع كتابى المفضل و صورة لجدى و أخرى لعائلتى....موبايل و نصف قمر فى سماء شتوية غائمة, أحمل لوحة رسمتها و أنا طفلة لإنسان بأربع أرجل و أربع أيدى.. فيلم و باقة زهور حمراء و بيضاء و ضحكات صديقاتى و نكاتهم الألشة ..كل ملابسى البنيه و بعض الأبيض .. ..بعض الحلوى و الكثير من عصير التفاح.. بحر واسع هادئ و شارعنا القديم الوناس مع رائحة صباح يستعد للغرق فى مطر مستمر و أنا و أصدقائى فى سيارة على الطريق السريع,لا أحد يرانا أو يسمعنا بأعلى صوت نغنى:"بحبك شمس فى بردى تغطينى بالدفا الوردى بحبك حلم على قدى يا أغلى يا أغلى ما عندى و أدى حالى".. ورقة بيضاء كبيرة ألطخها بالأزرق و الأخضر و البنى و بعض البمبى ثم أطلق عليها لقب فن تجريدى..صوت عازف ساكس فون و فى الخلفية مشهد"فلاش باك" من فيلم"حرامية فى كى جى2" و صوت جدى الدافئ فى الصباح و هو يحضر لى الفطور مع صحيفة بجانب سريرى كأنى أميرة..مناديل و الكثير من المناديل, ساعة حائط بتوقيت الغردقة و بلكونة تطل على منظر الغروب... بطيخة..و فنجان قهوة مع بداية الفجر الأسكندرى و برج حمام وعصفورة من أفلام الكرتون تزقزق مع سندريلا جديدة ليوم واحد..صحيفة المصرى اليوم عدد رقم1341...ليلة عيد 1995 و منظر أختى بعد ما خضيتها ثلاث مرات فى دقيقة واحدة...مكالمة انتظرتها طويلا,الكثير من الثلج فوق سطح منزل يفترش بخشب و قاعدة عربى باحته.. قلم أبيض و صيف العريش2004 مع برج إفيل و الكثير من شوارع روما تحت المطر .. خاتمى المفضل.. باتيناج على أسفلت أملس و رمل شاطئ أبيض مع تانجو فى ليل أسود و قطار يعبر غابات فى جنوب أفريقيا و المزيد و المزيد من الأخضر و البنى و أوراق الشجر و هى تتساقط ... كاميرا و هواء يقابل وجهى من فوق ظهر عجلة فى شوارع مطروح.. طريق الكورنيش فى صباح جمعة و معطف بنى ثقيل أحمله على يدى بعد الرحلة و شخص أقابله مع أول بوابة يحمل منى الشنطة و لو لدقيقة و لربما نحملها معا ...فى رحلة جديدة