Saturday

تضرب تقلب


تكره المصابيح ذات الضوء الأبيض......قرأت فى إحدى الصحف أن اللمبات البيضاء تسبب الإكتئاب....تعرف ذلك حتى قبل أن تقرأه,فهى تعشق البيوت ذات المصابيح الصفراء...تشعر بالدفئ فى كل ركن من أركانها..تشعر بالراحة و الأمان..بالسعادة

يقولوا لها أن المصابيح البيضاء توفر الكهرباء.. وهى لا تعترف بتلك الحقائق البخيلة..فالضوء هو مصدر دفئ كونها , وهى لن تبخل على كونها

يقولوا أن الضوء الأصفر يسبب الصداع ....تفضل الصداع على الإكتئاب..ففى النهاية يسبب الإكتئاب"صداع كئيب"ء

تتذكر شكل غرفتها بعدما وضعوا فيها مصابيح بيضاء............"ياااااااه كئيبة".."مش عارفه أذاكر!!"ء
تقول والدتها:"اللى عايز يذاكر هيذاكر فى أى حته تحت أى ظرف"ء

"أصل إنت مش فهمانى..أنا مش بحس بالدفئ فى الضوء ده ..حاسة....بالغربة!!"

تتركها والدتها و كأنها لم تقل شئ.....تؤرقها أقل التفاصيل..التفاصيل الصغيرة التى تجعل من حياتها كيان موضئ , موحد و كبير . تنظر للغرفة..."الكنبه شكلها مش مريح...لو بدلتاها مكان الكرسيين شكلها هيكون أريح ......لأ لأ لأ إنت بتتلككى...أيوه ..بس النور لسه أبيض و الكنبة مكان الكرسيين....مش مهم مش مهم..زى ما ماما قالت....ركززززززييي"ء

تكره أن يفرض أحد عليها شئ..تعلم أنها عندما تتزوج قد لا تستطيع التوفيق بين بيتها و عملها و لكنها تكره أن يفرض عليها زوجها ألا تعمل و تفضل أن تذهب هى له و تقول إنها تعبت..كأى أمرأة....تحب المسايسة. تفتح الراديو فتجد أغنية لعمرو دياب"هتمرد ع الوضع الحالي"..تنظر لللمبة و الكنبة بيأس ثم تنظر للراديو بسخرية..تغلقه

تشعر دائما أن هناك رسائل تصل لها من قوى خفية ترسل لها عن طريق الناس و الأشياء إشارات تحذرها أو تطمأنها .. و تستطيع أيضا أن تحدث الناس عن بعد و تسمع ردهم....... و تحضر أى شخص تريد إلى عالمها الواقعى حين تستحضره فى ذهنها و تكره أن تتذكر شخص لم تره منذ فترة فجأة, فيأتى لها ثانى يوم خبر وفاته أو دخوله المستشفى!!!! نادرا ما تحلم و أحلامها دائما تتحقق ..تحلم أن أحدهم تزوج ,فيفعل..و تحلم أن شخص ما يلقى بنفسه من فوق عمارة ...فيفعل!!!!..ليتها تحلم باللمبة البيضاء تتكسر أو الكنبة تتحرك

حاول والدها أن يقنعها بأن تذاكر على مكتبها و لكنها تستغربه"أصله مش دافئ ..مش مريح!!"..ينظر لها بغضب"إنت عنيده و هتضيعى نفسك"ء

تحب أن تذاكر على الأرض,حيث البراااح...و تفضل أن تضع على مكتبها كل شئ دافئ...صور و تذكارات من صديقاتها و ربما آخر أبجورة ذات نور أصفر إشترتها..تتذكر اليوم التى لصقت على أسقف غرفتها نجوم فسفورية و أشعلت بخور ..ونثرت على الأرض بجانبها صور لها و لكل من تحب و وضعت بالونات فى كل أرجاء الغرفة ثم أضاءت النور الأصفر..تتذكر كيف شعرت بالدفئ فى هذا اليوم و كيف أبدعت فى كل شئ كما لم تبدع من قبل, و فى صباح اليوم التالى جائت والدتها تصرخ" بهدلتى الأوضههههه "...تضحك كثيرا على هذا الموقف.

يزغلل الضوء الأبيض أفكارها فتعود إلى واقعها و تشعر بالتعب و الإكتئاب و النو و و م...فتنظر للنور و الكنبه و تقرر
أنها لن تذاكر


فى الصباح تدخل والدتها الغرفة و تصعق......... على السقف تجد نجوم فسفورية و على الحائط ,صور ..و بلونات فى كل مكان و اللمبة البيضاء مكسورة..والكنبة مكان الكرسيين و رائحة البخور معبأة فى الغرفة وهى....نائمة على الأرض مبتسمة بجانب الكتب....تحت نور المصباح الأصفر..الدافئ..المريح

10 comments:

عـــــــــــاقله جدآ said...

الله ..حقيقي الله
عارفه ..كنت عايزه ابتدي بهزار كالعاده ...لكن المره دي صعب قوي!! لو بصينا للفكره فهي فعلا مشكلتك و مشكلتنا كلنا. يعني الرمز هنا في الاوضه و الكنبه والكرسيين وحتي الضؤ الابيض هي محاوله فرض محيط لنعيش فيه علي اساس انه الافضل لنا وعلي افتراض اننا نحن لا نعرف ما هو الافضل! واقع يلازمنا من طفولتنا حيث الاب والام هما الطرف [اللي يعرف مصلحتك] وبالتالي يقرر كل شئ حتي لون الضؤ ثم المدرسه و حتي الجامعه حيث يملأون عقلك بكثير من الهراء [اللي حتطرشيه في الامتحان و تنسيه بعدها علي طول] ثم الزواج حيث طبعا الراجل راجل والست ست وهو يعرف المصلحه فين. يعني من المهد الي اللحد حياتك بيحاول غيرك يرسمهالك بدعوي مصلحتك ومع استعمال الكليشيهات المعروفه [انتي مش عارفه مصلحتك فين] او احيانا [انتي بعمايلك دي حتضيعي روحك] وان لم يؤتي هذا ثماره فاستعدي للمدفعيه الثقيله من عيار [ابقي قابليني لو فلحتي]
الرمز في لون الضؤ راقي جدا وغياب الدفء مكتوب بحرفيه عاليه جداً وانا عندي احساس ان دراستك اكيد في الادب مع اني لا انكر الموهبه الواضحه في كتاباتك !!! انا حقيقي وبدون مجامله سعيده انك بتدينا الفرصه للاستمتاع بنوع راقي من الكتابه في زمن المسخ لكثير من الاعمال
وعلي فكره القصه دي بتحصل تماما معايا مع شويه فروق بسيطه وهي اني مش بذاكر علي الارض لكن علي السرير وان المكتب عندي حطيت عليه مرايه كبيره والسيشوار وادوات المكياج اما السقف فمش باطوله لانه عالي لكن قمت بوضع بوسترات و نجوم [برضو] علي الحائط وكان رد الفعل من الحكومه [والله مانا مبيضه تاني] وهذا بالظبط هو اللي كان مطلوب ;)
كان عندي اقتراح بتبادل السلطه يعني ابعت لك الحاجه و ولي النعم والواد المقروض اخويا واخد الست نجفه والسيد كوبس لكن واضح ان الحكايه ينطبق عليها قول هوميروس في الاوديسه [لا تعايرني ولا اعايرك ده الهم طايلني و طايلك]
واخيرا و بمناسبه التغيير والتمرد والرغبه في الاصلاح سمعينا سلام عمرو هباب
حابطل السجاير واكون انسان جديد
ومن اول يناير حاهاجر ع الصعيد
وإيييييييييييييه

فيشة بنت كبس said...

looooool kolna laha ya 3a2la ya okhtchi:D:D:D..أشكرك جدا بجد:)

blue-wave said...

ياااااااااااااااااااة
اخيرا المدونه دى ظبطت معايا؟:))
بجد بوست رائع
كتير جدا من اولياء الأمور بيفتكروا انهم عارفين مصلحة ولادهم اكتر من ولادهم نفسهم
ودا اوقات بيكون صح واوقات غلط
تحياتى لتلك المدونه الرائعه

سمـــــــــا said...

هضم صوتى لصوت عاقلة اللمضة واقولك الله عليكى بجد

عاجبنى اسلوبك وصياغتك بانها منتهى بتعكس براءة وشقاوة وفى نفس الوقت احساس مرهف وحميمية مع الاشياء

بس طبعا انا هختلف معاكى انى لما كنت بذاكر زماااااان كنت بذاكر فى ضوء ابيض ودا لسبب انه بيخلينى مصحصحة لكن الضوء الهادى بيدخلينى زي ما قلتى فى حالة من الحميمية والرمانسية وهطلع العنان للذكريات والتخيلات وفعلا مكنتش هفلح ساعتها .. قال يعنى كنت مع الضوء الابيض بفلح وحياتك كل سنة كنت لازم اطلع لى بمادة واللا اتنين :)

اتمردى ولا يهمك انا اوضتى ماما بتقول عليها زريبة مينفعش يعيش فيها بنى ادمين وطبعا كل لما تقول كده ابتسم لها بمنتهى البرود واقول لها اوضتى انا حرة
تروح قايلالى والدولاب دا بذمتك دا دولاب واللا مقلب زبالة ؟؟ اقول لها دولابى انا حرة !! فطبعا هى بتتكبس وتخرج وهى بتبرطم كالعادة وانا اعمل زيك اشغل البخور واشغل موسيقى ولا كأنى كنت بتهزق من شوية :)

والله يا بنتى امتعتينى .. بجد اسلوبك جميل وفى منتهى الرقى

فيشة بنت كبس said...

باااااااااه يا دكتور عمرو أخيييييييرااااااا:] مه أنا مسحت كل حاجة و عملت كل حاجة عشان تتظبط:):):) شرفت المدونة يا فندم و شرفنا دائما:):):)

فيشة بنت كبس said...

يا سما خانو أشكرك جدا ده من ذوق حضرتك:):) شرف لى زيارتك لهذه المدونة المتواضعة:):):):):)

blue-wave said...

بجد ومن غير مجامله
اول مرة يشدنى بوست انى اقراة مرتين:))
تسلم دماغك

فيشة بنت كبس said...

ربنا يكرمك يا فندم:)...شرف لى بجد تشريفك لهذه المدونة المتواضعة:):)

Unknown said...

مدونة راءعة يا استاذة فيشة و اتمني لك التوفيق والنجاح XDXD

فيشة بنت كبس said...

XD XD ashkorik ya ostaza mayada:):):) sharaftini fi hazihi al mowadina al motawade3a XD XD