Thursday

وسادة و غطاء





يحكى أن أجمل لحظات العمر كانت فى الشتاء و أجمل إبتسامة كانت تحت الملابس الشتوية الثقيلة و أجمل لحظة, هى لحظة إختفاء قدميها فى أول جوارب شتوية أرسلها لها ....



كلما إختبأت فيهم تحت غطائها ,تتمنى لو أن بين يديها الآن طبق دافئ من الأرز باللبن ,فالجو ممتلئ بكل أغانى البلوز الشتوية كى تساعدها فى إنتظار سماع صوته , الساعة الآن الثانية عشر,تفضل أن يتسلق شباكها و يحدثها بنفسه فهى لن تغفر له عدم سماع صوته منذ الصباح ..عليه أن يسرع فلديها غدا يوم حافل بالذكريات ,يقولون أن درجة الحرارة إنخفضت للعاشرة ,تمسك بتليفونها لتذكر الجميع بالغد ,فيتصل بها...ليتها أسرعت و إتصلت بهم لكى لا تبقى له سوى فرصة شباكها,تجيب عليه وتهدده بخلع جواربه فيضحك و يستفزها أن تفعل, تقطب حاجبيها ثم تنفجر من الضحك و تطلب منه طبق أرز باللبن كتعويض عن مأساتها,يعدها بأكبر طبق أرز باللبن رأته عيناها...تصدقه و تخفى فكرة تسلقه الشباك عنه فهى حقا تخاف عليه و تعلم رغم كل شئ كم يتمنى تحقيق كل ما تتمناه ,وهى الآن لا تتمنى له سوى ليلة سعيدة.



فى الصباح, يذيب إبتسامتها المتجمدة منظر أصدقائها المجتمعين حول اللاشئ و تنافسهم فى الإثبات العملى لصاحب اكثر يد باردة ... يتسائلوا ,ما هو السبب الجنونى الذى جعلهم يتركوا وسائدهم الدافئة لينزلوا إلى هذا البرد القارس ,يجيبوا على أنفسهم لحظة تدافعهم إلى السيارة لمشاهدة المطر ,كل سارح فى فارس الأحلام ذا المعطف الثقيل و الشمسية السوداء... لن تضيع فرصتها , ستقفز إلى الخارج حيث يجب أن تكون, يتدافعوا خلفها واحدة تلو الأخرى خارج فكرتهم السيئة فى إحتمائهم بالسيارة وكلما زادت برودة الجو و المطر زادوا فضولا للتحدث عن كل شئ , تتحدث هى عن صباحها و ثورتها ضد سخان الماء لخيانته المستمرة ببرودة مياهه على جسدها ,تتذكر فجأة تساؤلاتها الدائمة له عن سر قصر مدة الشتاء عما كان عليه قديما, ونصيحته الغريبة بأن يبقى قصيرا,فهو يعشق الصيف ,تتمنى لو يغير فكرته عن الشتاء ,فقد كانت تكره طوله و سكون صبح ليلة مطره ,أما الآن , تتمنى أن تلف ضبابه على عصى حلوى و تمشى مهللة به كليلة عيد..لا يهم ,لن تجبره على حب الشتاء لطالما سيظل يأكل الآيس كريم معها فى أى وقت.



نصحها أيضا بأن تبقى بعيدا عن المطر كى يتوقف دور البرد الذى يجعلها تتكلم كعجوز..تحبه,ولن تستطيع , تحب كل شئ اكتسى برائحة الورود المفتتة تحت الشجر و تتعجب لهروب جميع الكائنات إلى مخابئها, فلو كان ذلك مثواها لأصبحت كمن يدفن نفسه فى قبره, كيف لا تعبث فى المطر أو تلمس برودة الأرض... فبكل مقاييس الحرارة على وجه الأرض ,شتائها هو الأكثر دفئا لها تحت غطائها أو تحت الثلج.



جربه... علك تغير رأيك و تحب معها لحظة برد

No comments: