Saturday

عن التى أحبتك



عندما إنتظرتك هى على المرجيحة لتحلق أنت بها إلى أعلى سماء كما وعدتها, حتى تلمس تلك النجمة التى لم تهجر قمرها يوما....كنت أنت فارس أحلامها ذا الشعر الصبيانى الطويل و صاحب أجمل ضحكة طفولية يغار منها كل أولاد المدرسة و يداعبها كل معلميها..كنت آيس كريم المانجو خاصتها و عزومة كيس الشيبسى بالشطة و الليمون التى تزيد جنونكما حرارة مع لعبة الأستغماية المفضلة لكما, و صرختها الممزوجة بالسعادة عندما تمسك بها , و بكائها المصطنع لأنك تغش باللعب ..وكنت أنت دمعتها البريئة على وسادتها بعدما تركتها لتلعب مع تلك الفتاة "الغلسة" التى شدتها من ضفائرها المتأرجحة على نغمات حبك الذى سرقته



و عندما إنتظرتك بحصانك الأبيض لتخطفها كما وعدتها و جئت...تشبثت بك كأنها وجدت من يغمرها أمانا , فتعلمت منك كيف تسبح فيه بعدما كانت تكره أى شئ عميق... كنت أنت صخبها و هدوئها ,جنونها و رزانتها , أسرارها المنقوشة على جدران قلبك الفرعوني و كنت أنت خيالها الجامح و صمتها المفاجئ الغريب و عصبيتها الغير مبررة و عصيانها المراهق و ضعفها الخاضع الودود و أنت من أعاد فتح جروحها و نظفها بعناية ثم منعها من العودة لها مرة أخرى ,فأصبحت أنت كتابها المفضل الذى تقرأه مخبأ داخل طيات كتبها الدراسية و صفحتها البيضاء التى لطالما إحتارت أمام صفائها و أصبحت هى المعجبة الأولى لأى شئ يخصك و تحملت أنت كل حماقة إرتكبتها فى حقك



ثم أصبحت أنت كوب اللاتيه و مج القرفة و النسكافيه على طاولة فى صباحكما المميز على شاطئ الأسكندرية ,و أصبحت أنت أغنيتها الكلثومية القديمة و مسؤليتها المفضلة لقلبها و صديقها الذى جمع حبه لمنير بعشقها لفيروز فأصبحت القاهرة و بيروت بيت واحد لكما...و الطفلة التائهة التى بحثت أنت عنها بداخلها لتجدها تلعب بروح و حياة أكثر من ذى قبل ,فتعيدك إلى الوراء عقود تذكرك "بالذى مضى" عندما كنت أنت أول من طمأنها أنه مهما مر الزمن هى أجمل إمرأة ذات عيون غجرية لن تمل النظر لها




و اليوم...أنت الراحة والضحكة و الذكرى على كل ركن و حائط ,كل مقهى و شارع ..أنت قطعة السكر الزائدة التى منعها منها الطبيب لأن سنها لا يسمح بمزيد من السكر ,فيكفيها الآن "روحك الحلوة" ,وأنت من أنقذها دائما قبل القاع بقليل لتصبح إبتسامتك إكسيرة الحياة ..أنت مقعدها الخشبى الهزاز الذى أصبحت تنام عليه رغم حبها للسهر الذى لم تعد تقدر على تحمله و أنت أكثر شخص إستمتع بونس قبر لها...تزوره أنت فتحكى لك هى عن تلك الطفلة ..امرأة العشرينات و صبية الستينات , حتى يلين عندك و تقنعك أنها لازالت هنا معك و تهمس لك من عالم أخر أنها إتفقت مع كل هؤلاء أن يشرحوا لك شئ واحد......لماذا ستظل هى أنت و أنت هى مهما تبدل الزمان و لماذا ستظل عيونها الغجرية ترعاك كما راعيت أنت كل لحظة أمضتها معك بشقاوة و نقاء

6 comments:

عـــــــــــاقله جدآ said...

عزيزتي فيشه
اديكي شايفه اهو من البدايه ان الكلام جد جداً برغم صعوبه ذلك! طبعا انتي عارفه اني قارئه دائمه لكل حرف تكتبينه.. لكن المره دي تكلمت عن شئ اثير لدي وهو اول حب وعن البرائه في حب الطفوله وذكرتي من ضمن ما ذكرتي العظيمه فيروز والرائعه بيروت و ذكرتيني بأغنيه لها تقول فيها
طيري يا طياره طيري يا ورق و خيطان
بدي ارجع بنت زغيري ع سطح الجيران
وهو تماما احساسي بعد ان قرأت ما كتبتيه!! يعني باختصار بالرغم من الكثير الذي كان يمكنني استخدامه لمشاغبتك كالمغتاد بدايه من آيس كريم المانجو و عزومة كيس الشيبسى بالشطة و الليمون و مرورا بـ مج القرفه والعاب السيرك....لكن لم يكن ذلك ممكنا امام دفء العاطفه في كلماتك ... و بصراحه ومن غير مجامله...قمه جديده ويا بخت حضرتو ...بيكي ;)

فيشة بنت كبس said...

بجد شرف لى انك تقرأى لى حرف واحد:) أشكرك يا عاقلة يا جميلة:))))

بوبو said...

الله عليكي

فيشة بنت كبس said...

:) الله يكرمك:))

Tarkieb said...

اول مرة اشوف الحب من وجه نظر طفولية.. انت النسكافية والشيبس... اسلوبك حلو اوووي والله أنت بجد موهوبة اوووي انا باستغرب ازاي محدش بيجي عندك كدة ..وناس وربنا بتكتب ريان يا فجل وومش لاحقيين تعاليق من الحبايب... بجد انت لازم تخلى الناس تقرى الكلام الجميل ده خسارة محدش يقراه... تحياتي يافيشة

فيشة بنت كبس said...

اشكرك جدا بجد ..ده من ذوق حضرتك:)