Saturday

إسمح لى



منذ صغرى حاولت كثيرا إمتلاك ربابة, كل من بالحى ظل يقع فى نفس الفخ لسنين.. يمشى البائع بثقة تستفزنى, يتحدى الجميع بعدم رحيله خائب الأمل, سنشترى بضاعته ولن نقدر على العزف مثله, سنلقى بها ثم نشعر برغبةالعزف مرة أخرى, فنعزم على شراء واحدة أخرى فى المرة القادمة...تخيلت يوما لو أن بكل حى متحف للربابات, سيحصل كل مشارك على شهادة تثبت كامل قواه العقلية و نواياه السليمة فى شراء العشرات منها رغم يقينة بعدم تواصله معها... كل مرة أشتريها,أجد صعوبة فى التعامل معها ,أمل منها ,أتركها وأنتظر مروره مجددا لأقتنى واحدة أخرى و أصمم أن العيب ليس منها أو منى ,كان هناك شئ يمنعنى منها لم أكن أفهمه بعد



قال لى جدى فى إحدى المرات أننى لن أملكها بإمتلاكها و أن تناغمى معها هو سر طوعها لى و أصر فى المرة القادمة أن يستوقف البائع و يطلب منه العزف أمامى و إعطائى بعض الإرشادات لأتعلمها ,راقنى عزفه كثيرا لكنى لم أرد أن أتعلمها, فقط أردت إقتنائها والملل منها ثم التخلص منها و شراء واحدة أخرى.....عجزت عن معرفة سر محاولاتى البائسة, هل أنا مجنونة بحب الإمتلاك ,فلماذا لم أحتفظ بها و بغيرها لأكون متحفى المزعوم, أم أنى أقنع نفسى بقوة صبرى وجلدى فى الإصرار على المحاولة رغم أنى أيقن أنى لم أبذل المجهود الذى يوصلنى للتناغم معها





جدى الحبيب لم أتعلم العزف على الربابة بعد و أظن أنى لن أفعل ,ليس بينى وبينها تناغم و لن يكون.. أعلم كم أشقيتك بشراء كل تلك الربابات و لا أعلم أين ذهب كل هذا الكم منها و أظننى لا أكترث,هنالك شئ أيقنته تماما كيقينى بعندى, لست صبورة ولا مريضة بحب الإمتلاك ..لم يعد بى رغبة شراء ربابة واحدة بعد غيابك...الآن أدرك أنى أردت شرائها كى أرى أحب شخص لى يفعل لى شئ أحبه و مللت منها لأنى لم أشارك فرحى بها معك و أشترى غيرها فقط لعلمى أنى لن أجد من يصبر على بعدك مثلك ,أعلم أنك لن تغضب لو أسميت ذلك إختبارا لمدى حبك لى, ستعذرنى لأنى لم أضع أحد سواك فى ذلك الإختبار حتى لا تخيب آمالى ,لن أوفيك شكرا على ضحكاتنا التى كانت تكفى لبناء متحفا من المعزوفات الأسطورية , أفتقدك ,و أود أن أحكى لك الكثير و أعرفك على أشخاص أحبهم و أشكوا لك من أخرين ,أعلم أنك قابلت خليفتك فى تحمل عندى حتى قبل أن أقابله, أوصيه بى خيرا ,أما أنا, فسأتدبر أمر معزوفتى هذه المرة

2 comments:

موديل said...

انا مثلك اود تعلم العزف و لكن على العود ، ذهبت لتعلم العود في احد مراكز الموسيقى فباعلي امدرس عود على انه عراقي ثم اتضح لي انه الموضوع نصبة كبيرة و نجحت في استرداد حقي بعدما كافحت في الحصول عليه تمام كما يكافح المصرين في استرداد حقهم من الظالمين
تركت مركز تعليم الموسيقى تماما كما تركت بلدي مصر و تغربت في المرتين هربا من النصابين ، لم ازل احب الموسيقى و للان لم افقد رغبتي في تعلم العزف على العود كما لم ازل احب وطني الذي اغتربت عنه
ساحاول ان ادخر لاشتري عود جيد اصلي من شخصيات غير نصابة و ساحاول ان اعود الي بلدي بعدما يغور غنها الظلكة ساعود و ساتعلم العزف على العود
انا موديل كاتبة مدونة عايزة اخس
http://back2evans.blogspot.com/

فيشة بنت كبس said...

أهلا بيكى و أتمنى أن تحققى كل تلك الأمنيات الجميلة:)))